تفاصيل الوثيقة

نوع الوثيقة : رسالة جامعية 
عنوان الوثيقة :
الأوضاع الثقافية في المدينة المنورة في عهد السلطان محمود الثاني 1226-1255هـ/1811-1839م
Cultural Situations in Al-Madinah During The Rule Of Sultan Mahmoud II 1226-1255A.H / 1811-1839 A.D
 
الموضوع : كلية الآداب والعلوم الانسانية - قسم التاريخ 
لغة الوثيقة : العربية 
المستخلص : الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير من تعلم وأصدق من أعلم عن الله عز وجل، وبعد: فقد كان ولا يزال المسجد النبوي الشريف أحد أهم مراكز الإشعاع العلمي والثقافي في العالم بأثره على مر العصور منذ نشأته على عهد رسول الله، وأخذت وفود الطلاب من أنحاء العالم الإسلامي تفد إليه لتنهل من تلك المناهل الرصينة، حيث إن المدينة المنورة تحتل أهمية كبيرة في نفوس المسلمين كونها مركز إشعاع فكرى وحضاري وقبلة لطلاب العلم والمعرفة من كافة أنحاء العالم العربي والإسلامي. وتأتي الأهمية لهذا الموضوع لأنه يسلط الضوء على مرحلة مهمة من تاريخ المنطقة في عهد السلطان محمود الثاني1222-1255هـ حيث شهدت الدولة العثمانية خلالها تحولات إلى التجديد في كافة جوانبها ومنها الجانب الثقافي حيث بدأت تأخذ بالنظم الأوربية الحديثة وأدخلت تنظيمات جديدة في شتى المجالات ومنها التعليم لذلك كان الهدف من هذا البحث دراسة ما نتج عن هذا التطور من نتائج ثقافية وعلمية على المدينة المنورة المنورة، ومما دفع الباحثة لاختيار هذا الموضوع أيضاً هو الرغبة لمثل هذا النوع من الدراسات التي تتناول الجانب الحضاري والثقافي للشعوب، إضافة إلى أن النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي يمثل نقطة تحول تاريخي في الدولة العثمانية وذلك بدخولها مرحلة التغريب وإدخال النظم الحديثة في التعليم فيها مما دفعني لمحاولة التعرف على مدى تطبيق هذه النظم في ولايات الدولة العثمانية وخاصة المدينة المنورة المنورة. كما حظيت المدينة المنورة خلال فترة حكم السلطان محمود الثاني بزخم علمي كبير نتيجة لاحتدام الصراع السياسي والفكري بين عدة اتجاهات متباينة لاسيما بعد سيطرة السعوديين على الحجاز، وهذا البحث محاولة متواضعة لتقديم صورة واقعية للحياة العلمية والثقافية فى المدينة المنورة بشتى مكوناتها من علماء وطلاب ومؤسسات وموارد اقتصادية أثرت إيجابا وسلبا على النشاط الثقافي في المدينة المنورة حينذاك . وتم تقسيم البحث إلى تمهيد وأربعة فصول وخاتمة وملاحق وثبت لأهم المصادر والمراجع ؛ ففي المقدمة تعرضت لأسباب اختيار الموضوع وخطته وكذا المصادر التي استقى منها البحث مادته العلمية . أما التمهيد فتحدثت فيه عن حدود الحجاز الجغرافية وأهمية الحجاز للدولة العثمانية ثم تناولت بصورة موجزة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المدينة المنورة في عهد السلطان محمود الثاني فتناولت أهم الأحداث السياسية التي شهدتها هذه الفترة وأهم الأنشطة الاقتصادية لأهالي المدينة المنورة بالإضافة إلى مكونات مجتمع المدينة المنورة في هذه الفترة وأهم عادات وتقاليد هذا مجتمع المدينة المنورة حينذاك . أما الفصل الأول وهو بعنوان :" المؤسسات العلمية في المدينة المنورة " فقد تناولت فيها أهم المؤسسات العلمية في المدينة المنورة في فترة حكم السلطان محمود الثاني والتي تتمثل في الكتاتيب والمدارس والمكتبات والأربطة والتكايا سواء التي أنشئت في عهد السلطان محمود أو في فترات سابقة واستمرت تؤدى دورها في هذه الفترة، مع التركيز على أهم المؤسسات التي كان لها دور في الحياة الثقافية في المدينة المنورة خلال فترة البحث. وفى الفصل الثاني وهو بعنوان (الأوقاف وأثرها على الحياة الثقافية في المدينة المنورة المنورة) والذي تحدثت فيه عن تعريف الوقف في الإسلام وأنواعه وأسباب تنوع وكثرة الأوقاف الإسلامية وإدارة هذه الأوقاف والإجراءات التي استحدثت في إدارة هذه الأوقاف ثم تناولت أبرز الأوقاف على الحياة الثقافية في المدينة المنورة سواء في الحجاز أو مصر أو شتى أنحاء الدولة العثمانية كما عرضت لأهم إيرادات هذه الأوقاف ومصارفها حسب شروط الواقفين. أما الفصل الثالث وهو بعنوان (الاتجاهات الثقافية في المدينة المنورة في فترة حكم السلطان محمود الثاني 1226-1255هـ/1811-1839م)، وتحدثت فيه عن أهم الاتجاهات الفكرية والثقافية في المدينة المنورة وأثر الصراعات الفكرية بين هذه الاتجاهات على الحياة الثقافية في المدينة المنورة خلال هذه الفترة وذلك من خلال دراسة لأهم العلوم التي ازدهرت في هذه الفترة . وفى الفصل الرابع وهو بعنوان (أثر الأوضاع الثقافية على الحياة العامة في المدينة المنورة المنورة)، وتناولت فيه دور العلماء والمثقفين في العمل على تحقيق الاستقرار السياسي والتوفيق بين الاتجاهات الفكرية المختلفة وجهودهم في التصدي للفساد وكذلك قيامهم كبير في الأنشطة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، مما سوف يبرز لمن يطالع هذه الدراسة .وفى الخاتمة عرضت لأهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث وأعقبت ذلك بملحق يشمل نماذج لبعض الوثائق التي اعتمدت عليها البحث من الوثائق العثمانية في الأرشيف المصري والعثماني، فضلا عن وضع ثبت لأهم المصادر والمراجع التي اعتمد عليها البحث . أبرز النتائج فقد توصلت فيها لأهم النتائج ومنها: أن المسجد النبوي كان وما زال من أهم مراكز التعليم في العالم الإسلامي، ودراسة هذا المركز إنما يعني دراسة مؤسسة ضخمة للحياة الثقافية، والعلمية أثرت بصورة واضحة في الحياة العلمية حافظت على التراث الإسلامي في وقت الدراسة ولا تزال، كما أثبتت الدراسة قيام هذا المركز بدوره الرائد في الدراسات الدينية واللغوية وغيرها من الدراسات، من خلال استعراض كافة العلوم الدينية وعلوم اللغة العربية، والعلوم الاجتماعية، والعلوم العقلية والتجريبية والطبيعية، وتعدد هذه الحلقات في شتى هذه الأصناف شجع طلاب العلم في المدينة المنورة على اختيار ما يراه مناسبا له في أي منها . كما أبرزت الدراسة مشاركة المؤسسات التعليمية الأخرى مثل: الكتاتيب والمدارس والمكتبات ومنازل العلماء المسجد النبوي الشريف وقامت جميعها بدورها في تعليم الصبيان والشباب بل وكافة الدارسين في المدينة المنورة من خلال تدريسهم القراءة والكتابة، وتحفظ القرآن الكريم، وبعض الأحاديث، وشيء من الحساب وغيره، ومن خلال دراسة نظم التعليم بالمدينة المنورة أوضحت الدراسة أن الحركة العلمية والتعليمية كانت منظمة ولم تكن معقدة بل كانت منضبطة ملتزمة بالبرامج بدءا من إلقاء الدروس وانتهاء بحفظ حقوق العلماء والطلاب في ظل الثروة الوقفية الكبيرة التي تصرف على الأنشطة العلمية وتؤمن حاجات الأساتذة والطلاب مما يؤدي لاستقرار النشاط العلمي وتطوره، كما أثبتت أيضاً مدى التقدم العلمي في المدينة المنورة من خلال الكم الهائل من الوظائف التعليمية الخاصة بكل مركز، فمن خلال تتبع هذه الوظائف في كل مركز وجدت بعض الوظائف تزيد أو تنقص حسب حجم المركز نفسه أو حسب شروط الواقف له، واتضح من الدراسة أثر العلماء البالغ في تكوين المكتبات من خلال العناية بجمع الكتب، فالعلم والكتاب وجهان لعملة واحدة ،و أشارت الدراسة إلى الدور البارز الذي لعبه الوراقون والنساخون من العلماء وغيرهم من المهتمين بهذه الوظيفة في التأثير على الناحية الاقتصادية في المدينة المنورة فترة البحث . اتضح من الدراسة الدور الفعال الذي قام به العلماء المجاورن الذين كانوا أكثر عددا وتأثيراً على الأوضاع العلمية في المدينة المنورة فترة البحث ساعد على ذلك رحلة الحج والعمرة وزيارة الأماكن المقدسة التي كانت من أهم مظاهر التواصل والالتقاء مع كافة علماء العالم الإسلامي في المدينة، وأخيرا كشف البحث عن أن التجديد لم يلحق بصورة واضحة في المدينة المنورة التي كانت بعيدة عن مركز العاصمة التي كانت محور اهتمام العثمانيين حينذاك ولم يشهد التجديد في المدينة المنورة سوى بعض الجوانب العلمية مثل الأدبية وبعض النظم وكذلك العلوم العقلية وبعض القضايا الفقهية ولذلك لا تستطيع الباحثة التأكيد على أن الاتجاه التجديدي كان هو السائد وإن بدت بعض مظاهرة دون أن يكون نشاطا أساسيا فيها كان بذرة مهمة لما يأتي بعد ذلك في العصور التالية، هذا وأرجو أن تكون الدراسة لبنة مهمة في تاريخ الثقافة في المدينة المنورة والله من وراء القصد وهو حسبي ونعم الوكيل . 
المشرف : أ.د. محمد بن ثنيان الثنيان 
نوع الرسالة : رسالة دكتوراه 
سنة النشر : 1436 هـ
2015 م
 
تاريخ الاضافة على الموقع : Thursday, November 26, 2015 

الباحثون

اسم الباحث (عربي)اسم الباحث (انجليزي)نوع الباحثالمرتبة العلميةالبريد الالكتروني
هيام هاشم البدرشينيBADRSHEENI, HAYAM HASHIMباحثدكتوراه 

الملفات

اسم الملفالنوعالوصف
 38160.pdf pdf 

الرجوع إلى صفحة الأبحاث